{قُلْ سِيرُوا فِي الأرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ} لتروا منازلهم ومساكنهم خاوية، {كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ} أي: كانوا مشركين، فأهلكوا بكفرهم. {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ} المستقيم وهو دين الإسلام {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ} يعني: يوم القيامة، لا يقدر أحد على رده من الله، {يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ} أي: يتقرفون فريق في الجنة وفريق في السعير. {مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ} أي: وبال كفره، {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلأنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} يوطئون المضاجع ويسوونها في القبور. {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ} قال ابن عباس رضي الله عنهما: ليثيبهم الله أكثر من ثواب أعمالهم، {إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} قوله عز وجل: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} تبشر بالمطر، {وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ} نعمة، المطر وهي الخصب، {وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ} بهذه الرياح، {بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِه} لتطلبوا من رزقه بالتجارة في البحر، {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} رب هذه النعم. قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} بالدلالات الواضحات على صدقهم، {فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا} عذّبنا الذين كذبوهم، {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} وإنجاؤهم من العذاب، ففي هذا تبشير للنبي صلى الله عليه وسلم بالظفر في العاقبة والنصر على الأعداء. قال الحسن: أنجاهم مع الرسل من عذاب الأمم.أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان، أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني، أخبرنا أحمد بن زنجويه، أخبرنا أبو شيخ الحراني، أخبرنا أبو موسى بن أعين، عن ليث بن أبي سليم، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من مسلم يردّ عن عِرض أخيه إلا كان حقًا على الله أن يردّ عنه نار جهنم يوم القيامة»، ثم تلا هذه الآية {وكان حقًا علينا نصر المؤمنين}.